اعتاد عبد الحق الفياق بكري ليس لانه بالذهب مشري لكن لان والده يرغمه على الخروج للعمل ، فقد كان والده بوزكري الملقب بالتقلية ( ليس لانه يأكل كثيرا التقلية فهو لا يراها الا في ايام العيد الكبير ، وانما لان شعره داير فحال التقلية ) كان مجرد سكليس على قد الحال لهذا اضطر لاخراج ابنه من المدرسة في صفه الرابع لولوج سوق العمل ، وهكذا اشترى له علبة ديتاي كبيرة بجميع انواع الكٌاروات من كازا الزرقة الى مالبورو ورافقه الى جميع السيكتورات حيث يكثر الراواج والتي يمكنه ان يتسرزق فيها جيدا .
ذات يوم وكما العادة ايقظه والده مع النبوري ، تناول وجبة افطاره مما تبقى من بيصارة الامس وقليل من الخبز اليابس قبل ان يرتدي سبرديلته الممزقة ويحمل كارطونته تحت ابطه ويتوجه الى العمل. ظل عبد الحق يتخبط هنا وهناك بحثا عن كليان بوكو حبة لكنه ومع الاسف في كل مرة كان الزبون يا اما من كليان كازا الزرقة او من كليان " عندك شي بريكة الساط ؟؟؟ " او " كاين شي صرف الله احفضك ؟؟" لذلك قرر عبد الحق تغيير السيكتور والذهاب الى سونتر ديال المدينة بحثا عن كليان من اصحاب ربطات العنق والكوستيمات .
وما ان بلغ الشارع الرئيسي وبدأ يجوب بناظره بحثا عن مقهى على الناصية حتى وقعت على عنقه تصرفيقة قوية ، التفت ليجد بزنازا مقلدا قد يكون في العشرينيات من عمره ، ظل عبد الحق يحنزز فيه دون ان يفهم سبب تلك التصرفيقة، قبل ان ينطق البزناز بصوت فج غليض :" سير أداك البعلوك انعل بوك ، هاد السيكتور ديالي سير قلب ليك على شي قنت اخر " . وما كان لعبد الحق الا ان رضخ لكلام الشاب ليجر خطواته مبتعدا عن المكان.
فجأة يتبادر الى مسمعيه صوت هادئ :" ألولد " ، التفت فاذا به قادم من حديدة مرقمة في الخارج كانت واقفة في الشانطي ، اقترب عبد الحق وحشر رأسه في زجاج النافذة وهو منبهر بملابس الشاب المفركس والتلفاز المقنزع داخل السيارة ، نظر اليه الشاب مبتسما قبل ان يتمتم :" باكيا ديال مالبورو عافاك ..." احس عبد الحق ان اليوم يوم سعد بالنسبة له ، كيف لا وهو سيبيع علبة كاملة من النيبرو الذي اعتاد حشوه في علب المالبورو بحيث تمكنه هذه اللعيبة من الربح الكثير في اسرع وقت ولا ننسى البوربوار الذي سوف يقدمه له الزماكٌري الغني ، اسرع واخرج العلبة ومدها اليه، تناولها من يده ومد يديه الى جيوبه يتحسسها بحثا عن النقود ، قبل ان يسأله عندك الصرف ديال ميات درهم ؟؟؟" اجابه عبد الحق : " اه ، كاين موجود وإلا ماكانش نحضروه..." ليجيبه الزماكٌري :" الباكيا كادير ستميا وربعين ياك ؟؟؟ ايوا ارا ليا تمنياوستين درهم نعطيك ميات درهم " ودون تفكير مد اليه عبد الحق النقود ، وفي لحظة مباغثة ورك الزماكٌري وهرب بسيارته ليترك الدخاخن للمسكين عبد الحق الذي اراد ان يدير المقلب للزماكٌري بان يبع له باكية كونربود بثمن الاصلي ، لكن الزماكٌري طلع مطورا أكثر منه وهرب بالنقود والباكية المزورة وتركه بلا يديك ولا يخليك...
ظل عبد الحق يركض خلف السيارة وهو يسب ويشتم ، فالليل قد اوشك على اسدال ستارته . وليس لديه وقت لتدارك خسارته كيف لا وهو يعلم علم اليقين بانه سيقفرها عند والده التقلية الذي سيجعل منه تقلية على العشاء اذا لم ياته بالنقود ، قبل ان يلمح من بعيد زمرة من الكٌور تالفين ويهرول اليهم مسرعا ، ظل يلبق من هنا ومن هناك بفرنسيته المخربقة ا ليشتروا منه الكٌارو ، وفعلا هذا ما حصل بل وباع النيبرو لواحد منهم كان من اصحاب الهيبي والراسطا ، ولكم كانت سعادته لا توصف بعد ان دورو معه بمبلغ وان كان بسيطا وانما سيعفيه من أكل العصا والتحميلة من والده بان أخبره بان اليوم كان عيانا ولم يتسرزق جيدا.
لكن الاب وكعادته لا يهنأ له بال إلا بالشتم فلسانه السليط لا يسمح له بالسكوت عن هذا الحطأ، فڭمڭم قائلا وهو يعد النقود : " تريكت الويل، ماتنفعو حتى في شي حاجة، بحالك بحال موك، مانعرف منين تسلطو عليا ... وغدا وڭول ليا شدوني البوليس، والله يايماك حتى نشبحك عصا ... يالاه نوض درق عليا زلافتك " ففرح عبد الحق كثيرا، لانه سينام بدون الالام في العظام.
اجي ياه فين غادي
غير رد
عافاك عافاك